17‏/4‏/2010

ويليام كامكوامبا

ويليام كامكوامبا …..أمل يستحثنا للعمل

كتبت فى 11. أكتوبر, 2009 كتبها د.أحمد سيد فى تصنيف نبض النجاح

فى عالم يمتلأ يوميا بأطنان من الكلمات من نوعية ” لانجد تمويلا” ” لا نمتلك الامكانات ” “ لا أحد يتبنى مشروعنا “ يجد المجدون والحالمون العاملون طريقهم ويبصرون الضوء المشع وسط دياجير الظلام والحلكة .. لا يعمى أبصارهم الأغطية الكثيفة التى يحاول المثبطون الباسهم اياها ” هل أنت مجنون ” أنت!! .. تستطيع ان تفعل ذلك ” لو نجح هذا معك سوف أقتل نفسى أو أرمى نفسى من أعلى ناطحة سحاب ” أو من يأتى فى صورة الحمل الوديع بصوت الحكمة ” يا بنى ركز فى واقعك ولا تعش حالما فالصعود فى الأحلام لا يورث إلا كسر العنق حين السقوط “

لا يعمى أبصارهم هذه القنابل المدوية ولا يصم أذهانهم المرهفة الضجيج الهادر من المثبطين فيستطيعون تمييز أصوات النجاح المقتربة من بعيد

قصتنا اليوم مع وليام كامكومبا شاب لا يملك من حطام الدنيا شيئا غير عزيمة ماضية وهمة لا تعرف الكلل أو اليأس ولد لأب وأم فقيرين انضم إلى طابور مكون من ستة أفواه كلهم اناث .. اشتغل بالزراعة فى مساعدة والده كباقى أهل قريته الفقراء

لكن الأمور لا تسير على وتيرة واحدة ففى عام 2001 يتأخر سقوط الأمطار وتتعرض البلاد للمجاعة وتبدأ الأجساد فى الذبول و الأعمار فى الانتهاء فبعد خمسة أشهر يتعرض عدد كبير للموت ، ولم يكن حال أسرته اسعد حالا من الآخرين فكانت أسرته تأكل وجبة واحدة فى مساء كل يوم ولا يذهب خيالك بعيدا عزيزى القارىء فتتخيل وجبة تتكون من جدى ضخم وحلوه أطنان من الرز المحشو بالزبيب والذى إن أراد المتعللون بضعف الامكانات أن ينجحوا ويصنعوا شيئاً لباعوا الوجبة ووفروا ثمنها ليستثمروه فى تحقيق أحلامهم لكنها العزيمة والجلد الذى لا يحوزه إلا الجادون .. لم تكن الوجبة إلاثلاثة كرات من الدقيق

أمثال وليام يتملكهم الشغف للعلم والتحصيل لكن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن فلم يستطع اكمال المرحلة الثانوية لأنه لا يمتلك مصاريف الدراسة .. ولم يمنعه ذلك من البحث عن مصادر أخرى لارواء عطشه للقراءة والاستفادة استهوته كتب العلوم وتحديدا ما يتعلق بالفيزياء واستهواه كتاب ” استخدام الطاقة ” ورغم أن الكتاب كان بالانجليزيه التى لم يكن يجيدها إلا أن موضع الكتاب كان يشرح فكرة عمل الطواحين التى تدار بطاقة الرياح ولم يفت عائق اللغه فى عضد المكافح وليام فجلس يطالع الرسومات ويفك شفرتها ورغم ندرة الامكان إلا أن هذا لم يؤثر فى عزيمة الفتى فجلس يجمع الخردة من هنا وهناك حتى استطاع ان يحول مجموعة من الأشياء التى لا تجدى نفعا إلى طاحونة تنير أربع لمبات تكفى لانارة منزله وتملأه بالنور بعد أن أنار قبلا فى عقل الفتى

بعد نجاح تجربته توافدت إليه الجموع التى كانت بالأمس تصفة بالجنون وتحاول أن تمنعه من تحقيق حلمه واستطاع أن ينجز طاحونة أكبر لتوليد طاقة أكبر تساعده فى نقل المياة للأراضى لزراعتها … لم تنتهى القصة فقد تناقلت إحدى الصحف المحلية قصته وسرعان ما كتب عنه أحد المدونين … ويبدو أن المكافآت لم تنتهى عند هذا الحد فالأجر على قدر المشقة وهذا قانون الحق العدل الذى لا يكافىء المتخاذلين حتى ولو عظمت أنسابهم فسرعان ما تواصلت معه منظمة TED وصار نجما فى حفل يضم أذكى الأذكياء والأثرياء لتنهال عليه العروض

ليست هناك تعليقات: